ارض الخير
اهلا بك زائرنا الكريم نتمنى انت تكون احد اسرة منتديات ارض الخير ونرجو منك التكرم بالتسجيل بالضغط على كلمة التسجيل اسفل وشكرا لك.....
ارض الخير
اهلا بك زائرنا الكريم نتمنى انت تكون احد اسرة منتديات ارض الخير ونرجو منك التكرم بالتسجيل بالضغط على كلمة التسجيل اسفل وشكرا لك.....
ارض الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ارض الخير

محمد العامودى يرحب يالاعضاء والزائرين، ايها العضو تزكر دائما قول الله تعالى ( وٍمًآ يَلفْظْ مًنْ قٌٍوٍل آلآ لدًٍيَهٍَ رٌٍقٌٍيَبٌَِ عًٍتُِِّْيَدًٍ)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولأتصل بنااعلن معنا

 

 افتراضي قصص التابعين (2) عامر بن عبد الله التميمى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ArDeLkHeR
Admin
Admin
ArDeLkHeR


الدوله : مصر
عدد المساهمات : 1357
تاريخ التسجيل : 15/04/2009

افتراضي  قصص التابعين (2) عامر بن عبد الله التميمى Empty
مُساهمةموضوع: افتراضي قصص التابعين (2) عامر بن عبد الله التميمى   افتراضي  قصص التابعين (2) عامر بن عبد الله التميمى I_icon_minitimeالأربعاء مايو 05, 2010 8:07 am

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اللهم صلى على سيدنا محمد

عامر بن عبد الله التميمي ( الزاهد العابد )

هو : عامر بن عبد القيس، وقيل: ابن عبد الله بن عبد قيس بن ناشب بن أسامة
بن خدينه بن معاوية بن شيطان بن معاوية بن أسعد بن جون بن العنبر بن عمرو
بن تميم التميمي العنبري، أبو عبد الله، وقيل: أبو عمرو البصري
كان ورده كل يوم ألف ركعة، ويقول لنفسه: بهذا أمرت، ولهذا خلقت. ويصلي
الليل أجمع، وقيل لعامر: أتحدث نفسك بشيء في الصلاة ؟ قال: نعم، أحدث نفسي
بالوقوف بين يدي الله عز وجل ومنصرفي من بين يديه . ((1)) .
كان عامر لا يزال يصلي من طلوع الشمس إلى العصر، فينصرف وقد انتفخت ساقاه
فيقول: يا أمارة بالسوء ، إنما خلقت للعبادة . ((2)).
كان إذا رأى الناس في حوائجهم يقول: يا رب غدا الغادون في حوائجهم، وغدوت
إليك أسألك المغفرة .
عن الحسن قال : كان عامر بن عبد قيس إذا صلى الصبح تنحى في ناحية المسجد
فقال : من أقرئه ؟ قال : فيأتي قوم فيقرئهم حتى إذا طلعت الشمس وأمكنت
الصلاة قام يصلي إلى أن ينتصف النهار ثم يرجع إلى منزله فيقيل ثم يرجع إلى
المسجد إذا زالت الشمس فيصلي حتى يصلي الظهر ثم يصلي حتى يصلي العصر فإذا
صلى العصر تنحى في ناحية المسجد ثم يقول : من أقرئه ؟ قال : فيأتيه قوم
فيقرئهم حتى إذا غربت الشمس صلى المغرب ثم يصلي حتى يصلي العشاء الآخرة ،
ثم يرجع إلى منزله فيتناول أحد رغيفيه فيأكل ، ثم يضطجع هجعة خفيفة ثم يقوم
، فإذا كان السحر تناول رغيفه الآخر فيأكله ثم يشرب عليه شربة من ماء ثم
يخرج إلى المسجد . ((3)) .
كانت ابنة عم عامر يقال لها عبيدة ترى ما يصنع بنفسه ، فتعالج له الثريد
فتأتيه به، فيخرج إلى أيتام الحي فيدعوهم فتقول: إنما عملتها لك بيدي
لتأكلها، فيقول: أليس إنما أردت أن تنفعيني. قال: وكان يقول لها: يا عبيدة
تعزي عن الدنيا بالقرآن ، فإنه من لم يتعز بالقرآن عن الدنيا تقطعت نفسه
على الدنيا حسرات . ((4)) .
قال بلال بن سعد : كان عامر إذا قفل غازياً يتوسم الرفاق فإذا رأى رفقة
توافقه قال: يا هؤلاء إني أريد أن أصحبكم على أن تعطوني من أنفسكم ثلاث
خلال. فيقولون: ما هن ؟ قال: أكون لكم خادماً لا ينازعني أحد منكم الخدمة،
وأكون مؤذناً لا ينازعني أحد منكم الآذان، وأنفق عليكم بقدر طاقتي. فإذا
قالوا نعم انضم إليهم، فأن نازعه أحد منهم شيئاً من ذلك رحل عنهم إلى
غيرهم. ((5)) .
قال: الصباح بن أبي عبدة العنزي قال : حدثني رجل من الحي كان صدوقاً فأنسيت
أنا اسمه قال: صحبت عامراً في غزاة فنزلنا بحضرة غيضة فجمع متاعه وطول
لفرسه وطرح له ، قال: ثم دخل الغيضة فقلت: لأنظرن ما يصنع الليلة ، قال:
فانتهى إلى رابية فجعل يصلي حتى إذا كان في وجه الصبح أقبل في الدعاء ،
فكان فيما يدعو: اللهم سألتك ثلاثا فأعطيتني اثنتين ومنعتني واحدة ، اللهم
فأعطنيها حتى أعبدك كما أحب وكما أريد، وانفجر الصبح، قال: فرآني فقال: ألا
أراك كنت تراعيني منذ الليلة لهممت بك، ورفع صوته علي، ولهممت وفعلت ،
قلت: دع هذا عنك والله لتحدثني بهذه الثلاث التي سألتها ربك أو لأخبرن بما
تكره مما كنت فيه الليلة ، قال: ويلك لا تفعل! قال: قلت هو ما أقول لك،
فلما رآني أني غير منته قال: فلا تحدث به ما دمت حياً، قال قلت: لك الله
علي بذلك، قال: إني سألت ربي أن يذهب عني حب النساء، ولم يكن شيء أخوف علي
في ديني منهن، فوالله ما أبالي امرأة رأيت أم جداراً، وسألت ربي أن لا أخاف
أحداً غيره فوالله ما أخاف أحداً غيره، وسألت ربي أن يذهب عني النوم حتى
أعبده بالليل والنهار كما أريد فمنعني . ((6)) .
مر عامر برجل من أعوان صاحب شرط البصرة وهو يجر ذمياً والذمي يستغيث ،
ويقول أجيروني يا معشر المسلمين ، أجيروني ذمة نبيكم يا مسلمين ، فأقبل
عامر على الذمي فقال: أديت جزيتك ؟ قال: نعم . فأقبل عليه فقال: ما تريد
منه؟ قال: أذهب به ينظف دار الأمير . قال: فأقبل على الذمي فقال: تطيب نفسك
له بهذا ؟ قال: يشغلني عن صنعتي ، وكسب قوت عيالي فقال عامر لشرطي : دعه .
قال : لا أدعه . قال له : دعه ، قال: لا أدعه . فوضع عامركساءه فقال: لا
يخفر ذمة محمد وأنا حي ثم خلصه منه . ((7 )) .
ولكن أعوان صاحب الشرط وشو به وسعي به إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه بأنه
لا يأكل اللحم ولا ينكح النساء وأنه يطعن على الأئمة، ولا يشهد الجمعة،
فأمره أن يسير إلى الشام، فسار، فقدم على معاوية فوافقه وعنده ثريد، فأكل
معه أكلاً غريباً، فعلم أن الرجل مكذوب عليه، فقال: يا هذا، أتدري فيم
أخرجت؟ قال: لا. قال: بلغ الخليفة: أنك لا تأكل اللحم، وقد رأيتك تأكل،
وأنك لا ترى التزويج، ولا تشهد الجمعة. قال: أما الجمعة فإني أشهدها في
مؤخر المسجد، ثم أرجع في أوائل الناس، وأما اللحم فقد رأيت، ولكن رأيت
قصاباً يجر الشاة ليذبحها وهو يقول: النفاق النفاق، حتى ذبحها ولم يذكر اسم
الله، فإذا اشتهيت اللحم ذبحت الشاة وأكلتها، وأما التزويج فقد خرجت وأنا
يخطب علي . قال معاوية: فترجع إلى بلدك . قال: لا أرجع إلى بلد استحل أهله
مني ما استحلوا، فكان يقيم في السواحل، فكان يكثر معاوية أن يقول له:
حاجتك، فقال يوماً: حاجتي أن ترد علي حر البصرة فإن ببلاكم لا يشتد عليّ
الصوم . (( 8 )) .
قال قتادة: لما احتضر عامر بكى، فقيل: ما يبكيك ؟ قال: ما أبكي جزعاً من
الموت، ولا حرصاً على الدنيا، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر، وقيام الليل . ((
9)) .




المصادر والمراجع :


1- أسد الغابة لابن الأثير
2- سير أعلام النبلاء للذهبي
3- الزهد لأحمد بن حنبل رحمه الله
4- حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني
5- المعرفة والتاريخ للفسوي .
6- الطبقات الكبرى لابن سعد
7- صفة الصفوة لابن الجوزي (( بتصرف )) .
8- أسد الغابة لابن الأثير
9- سير أعلام النبلاء للذهبي



منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elamoudy14.ahlamontada.net
ArDeLkHeR
Admin
Admin
ArDeLkHeR


الدوله : مصر
عدد المساهمات : 1357
تاريخ التسجيل : 15/04/2009

افتراضي  قصص التابعين (2) عامر بن عبد الله التميمى Empty
مُساهمةموضوع: رد: افتراضي قصص التابعين (2) عامر بن عبد الله التميمى   افتراضي  قصص التابعين (2) عامر بن عبد الله التميمى I_icon_minitimeالأربعاء مايو 05, 2010 8:08 am

نقف اليوم مع عَلَمٍ من أعلام التابعين، ومن كبار الفقهاء والعُبَّاد
والزُّهَّاد، من أهل الوَرَع والخشية، مع الذي جعل الله له ذكرًا في
العالمين، مع الذي نشأ منذ نعومة أظفاره على طاعة الله، وفَطَمَ نفسه منذ
حداثته على تقواه، مع أحد خريجي مدرسة الصحابة - رضي الله عنهم - مع من
تَتلمذَ على يد سيدنا عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - صاحب رسول الله -
صلَّى الله عليه وسلَّم - وقد تعلَّق هذا التابعي بأستاذه تعلُّق الوليد
بأمِّه، وأحبَّ الأستاذ تلميذه حبَّ الأب لوحيده، حتى قال له ابن مسعود في
ذات يوم: "يا أبا يزيد، لو رآك رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -
لأحبك، وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين".

إنه التابعي الجليل: (الرَّبيع بن خُثَيْم )، والتابعي هو الذي أدرك زمن
الصحابة ورآهم ولم يرَ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم.

وأنا اليوم سأسلِّط الضوء؛ لألتقط صورًا من سيرته العطرة، ونقف معها؛
لنهتدي بها في حياتنا وتعاملنا، فالأمَّة اليوم بحاجة إلى من يحدثها عن
سِيَر هولاء الأعلام، أمثال: الرَّبيع بن خُثَيْم؛ لتقتدي بها وترى أصحاب
الهِمم العالية والعزيمة الصادقة؛ قال الله – تعالى –: {لَقَدْ كَانَ فِي
قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى
وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ
وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [سورة يوسف: 111].

الصورة الأولى: الربيع يغض بصره عن الحرام:
إن إطلاق البصر سببٌ لأعظم الفتن، فكم فسد بسبب النظر من عابد! وكم انتكس
بسببه من شباب وفتيات كانوا طائعين! وكم وقع بسببه أناس في الزنا والفاحشة،
والعياذ بالله!

فالعين مِرآة القلب، فإذا غضَّ العبد بصره، غض القلب شهوته وإرادته، وإذا
أطلق العبد بصره، أطلق القلب شهوته وإرادته، ونقش فيه صور تلك المبصَرات،
فيشغله ذلك عن الفكر فيما ينفعه في الدار الآخرة.

ولذلك؛ كان السلف الصالح يبالغون في غضِّ البصر؛ حذرًا من فتنته، وخوفًا من
الوقوع في عقوبته، فكان الربيع بن خُثَيْم - رحمه الله - يغضُّ بصره،
فمرَّ به نسوة، فأطرق - أي: أمال رأسه إلى صدره - حتى ظنَّ النسوة أنه
أعمى، فتعوذن بالله من العمى.

وفي ذات يوم قِيلَ له: يا ربيع، لم لا تجلس في الطرقات مع الناس؟ فقال: أنا
أخشى ألاَّ أردَّ السلام ولا أغضَّ بصري.

هكذا يبالغ الربيع بالغضِّ، حتى يحافظ على قلبه الذي ربَّاه على الإيمان،
فأين شباب اليوم من هذه الخصلة، التي هي غض البصر؟! أين الذين ينظرون إلى
النساء المتبرِّجات في الطرقات والأسواق؟! أين الذين ينظرون إلى النساء من
خلال الأفلام والمسلسلات والأغاني؟! أين الذين يستخفون من الناس ولا
يستخفون من الله إذ يسترقون النظرات إلى النساء؟!

فهذا درسٌ عظيم من الربيع إلى كلِّ المسلمين، وخاصة الذين يجلسون في
الطرقات والأسواق: أن كفُّوا أبصاركم عن النظر إلى الحرام.

الصورة الثانية: الربيع يشتغل بعيوبه عن عيوب الآخرين:
لقد اشتغلَ الربيع بعيوب نفسه، وترك الاشتغال بعيوب الآخرين، وطبَّق في
حياته ما قاله الله -تعالى - في كتابه الخالد: {والَّذينَ هُمْ عَنِ
اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: 3]، في ذات يوم قِيلِ له: يا أبا يزيد،
ألا تذمُّ الناس؟ فقال: والله ما أنا عن نفسي براضٍ فأذمَّ الناس, إن الناس
خافوا الله على ذنوب الناس وأمنوه على ذنوبهم.

نعم والله صدق الربيع، ألا ترون أيها الناس، أننا في مجالسنا نتحدث ونقول:
والله نخشى من عذاب الله من أفعال فلان وعلان، ونخاف من عذاب الله من أقوال
فلان وفلان، ولكننا ننسى أن نخافَ على أنفسنا من عذاب الله من ذنوبنا
وأفعالنا وأقوالنا.

هذا إبراهيم التيمي، قال - وهو يتحدث عن أخلاق الربيع -: "أخبرني من صحب
الربيع بن خُثَيْم عشرين سنة: ما سمع منه كلمة تعاب"، الله أكبر.

أيُّ تربية هذه التي كان ينتهجها الربيع مع نفسه، حتى كانت هذه السيطرة على
لسانه، فلا يُسمعُ منه كلمة تُعاب مع طول مدة الصُّحبة؟!

جاء رجلٌ إلى الربيع بن خثيم, فاغتاب أخًا له, فقال الربيع بن خثيم: أقاتلت
الروم؟ قال: لا، قال: أقاتلت فارس؟ قال: لا، قال: فيَسلَمُ منك فارس
والروم، ولا يسلم منك المسلم؟! قُمْ عني.

فهذا درسٌ من الربيع لكلِّ من أطلق العنان للسانه بالتكلم على المسلمين،
وبذكر عيوبهم، ليشتغل بعيوب نفسه عن عيوب إخوانه من المسلمين، فطُوبى لمن
شغله عيبه عن عيوب الناس.

الصورة الثالثة: الربيع يعفو ويقابل السيئة بالحسنة:
كان الربيع من الرجال الذين ترجموا قول الله – تعالى -: {وَالكَاظِمِينَ
الغَيْظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [آل عمران: 134]، في واقع حياتهم، من
الذين جرَّدوا نفوسهم من الانتقام والثأر والغضب إلا لله.

في ذات يوم، وبينما هو في المسجد ورجل خلفه، فلمَّا قاموا إلى الصلاة، جعل
الرجل يقول له: تقدَّم، ولا يجد الربيع مكانًا أمامه، فرفع الرجل يده وضرب
بها عنق الربيع، ولا يعرف أن الذي أمامه هو الربيع بن خُثَيم.

فماذا تظنون من الربيع أن يفعل؟ ضربه هذا الرجل، وأهانه أمام الناس وبدون
سبب.

وأنا على يقين أن نفس الربيع في تلك اللحظات دعته للانتقام أمام هذه
الإهانة، ولكنه داس على نفسه، وقابلها بعكس ما تريد، أتدرون ماذا فعل؟

التفت الربيع إلى الرجل الذي ضربه، فقال له: رحمك الله، رحمك الله، وإذا
بالرجل يبكي بكاءً شديدًا حين عرف الربيع، أرأيتم كيف قابله بهذا الخلق
العظيم؟!

وفي ذات يوم اشترى فرسًا بثلاثين ألفًا، فغزا عليها، ثم أرسل غلامه يحتشُّ،
وقام يصلي وربط فرسه، فجاء الغلام، فقال: يا ربيع أين فرسك؟ قال: سرقت يا
يسار، قال: وأنت تنظر إليها؟ قال: نعم يا يسار، إني كنت أناجي ربي - عز وجل
- فلم يشغلني عن مناجاة ربي شيء اللهم إنه سرقني ولم أكن لأسرقه، اللهم إن
كان غنيًّا، فاهده، وإن كان فقيرًا، فأغنِه (ثلاث مرات).

سُرِق له فرس، والفرس يعادل في زماننا السيارة الحديثة الغالية الثمن، ومع
ذلك دعا له بالخير!

أما في زماننا، فهناك من المسلمين إذا سُرِق حذاؤه من المسجد، أقام الدنيا
ولم يقعدها على السارق، ويبدأ يسبُّ ويشتم ويلعن ويدعو عليه بالهلاك! وهناك
من يفعل مثلما فعل الربيع. فالربيع من خلال موقفه يخاطب المسلمين، فيقول
لهم: اجعلوا قول الله – تعالى -: {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ
السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أحْسَنُ فَإذَا الَّذِي بَيْنَكَ
وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ
الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34
- 35]، شعاركم في مواجهة من اعتدى عليكم، وعوِّدوا ألسنتكم على الكلمة
الطيبة، فالكلمة الطيبة صدقة.

الصورة الرابعة: الربيع يثبت أمام إغراء النساء:
اسمع إلى هذا الموقف، وهذه القصة، وتدبَّر ما فيها من عِبرة، كان الربيع
معروفًا بجماله، كان جميلاً كأشد ما يكون الجمال، حتى إن المرأة إذا نظرت
إليه لا تستطيع أن تملك نفسها، وقيل عنه: إنه كان يغطي على جزء من وجهه حتى
لا يفتن النساء، ولكن كان مع هذا من أعظم عباد الله خوفًا من الله، وكان
عُمره لا يجاوز الثلاثين؛ وكان في بلده فُسَّاق وفُجَّار يتواصون على إفساد
الناس، وليسوا في بلد الربيع فقط، بل هم في كل بلد، ثُلَّة تسمى فرقة
الصدِّ عن سبيل الله، يهمُّها أن تقودَ شباب الأمة وشيبها ونساءها إلى
النار.

تواصوا على إفساد الربيع، فجاؤوا بأجمل امرأة عندهم، وقالوا: هذه ألف
دينار، قالت: علام؟ قالوا: على قُبْلة واحدة من الربيع، قالت: ولكم فوق ذلك
أن يزني، ثم ذهبت وتعرَّضت له في ساعة خلوة، وأبدت مفاتنها، ووقفت أمامه،
فلما رآها صرخ فيها قائلاً: يا أمة الله، كيف بك إذا نزل ملك الموت، فقطع
منك حبل الوتين؟! أم كيف بك يوم يسألك منكر ونكير؟! أم كيف بك يوم تقفين
بين يدي الربِّ العظيم؟! أم كيف بك إن لم تتوبي يوم تُرمَيْن في الجحيم؟!
فصرخت وولَّت هاربة تائبة عابدة عائدة إلى الله - عز وجل- تقوم من ليلها ما
تقوم، وتصوم من أيامها ما تصوم، فلقِّبت بعد ذلك بعابدة الكوفة، وكان
هؤلاء المفسدون يقولون: أردنا أن تفسد الربيع فأفسدها الربيع علينا؛ {وَإِن
تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللهِ}
[الأنعام:116].

يا تُرى ما الذي ثبَّت الربيع أمام هذه الفتنة؟ هل هي قلة الشهوة؟ إن
الشهوة لعظيمة؛ إذ هو في سن أوج الشهوة وعظمتها - سن الثلاثين - ومع ذلك ما
الذي ثبَّته هنا، وما الذي عصمه؟ إنه الإيمان بالله، إنها الخشية من الله
تعالى.

الصورة الخامسة: الربيع شديد الخوف من الله:
كان الربيع بن خثيم يتجهَّز لتلك الليلة التي سيفارق فيها أهله وماله،
فيروى أنه حفر في بيته حفرة، فكان إذا وجد في قلبه قساوة دخل فيها، وكان
يمثل نفسه أنه قد مات وندم وسأل الرجعة، فيقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ *
لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} [المؤمنون : 99 ، 100]، ثم
يجيبُ نفسه، فيقول: "قد رجعت يا ربيع"، فيُرى فيه ذلك أيَّامًا؛ أي: يرى
فيه العبادة والاجتهاد والخوف والوجل.

وكانت أمُّ الربيع بن خُثَيْم تنادي ابنها الربيع , فتقول: يا بني، يا
ربيع، ألا تنام؟ فيقول: يا أمّاه من جنَّ عليه الليل، وهو يخاف البيات،
حقَّ له ألاَّ ينام، فلمّا بلغ ورأت ما يلقى من البكاء والسَّهر، نادته،
فقالت: يا بني، لعلك قتلت قتيلاً؟ فقال: نعم يا والدة، قد قتلت قتيلاً،
قالت: ومن هذا القتيل يا بني حتى تَتحمل على أهله، فيعفون؟ والله لو يعلمون
ما تلقى من البكاء، والسَّهر بعد، لرحموك، فيقول: يا والدة، هي نفسي؛ أي:
قتلتُ نفسي بالمعاصي.

وهكذا هم طلاب الآخرة في صراع دائم مع أنفسهم التي تدعوهم إلى السوء،
ويدعونها للصلاح، تجذبهم بقوة خارج الصراط، ويجذبونها بقوة نحو الصراط.

وقالت ابنةُ الربيع للربيع: يا أبت، لم لا تنام والناس ينامون؟ فقال: إن
البيات في النار لا يدع أباك أن ينام.

الصورة السادسة: الربيع محافظ على الصلاة في المسجد:
كان الرَّبيع بعدما سَقَطَ شِقُّه؛ يهادى بين رجلين إلى مسجد قومه، وكان
أصحاب عبدالله يقولون: يا أبا يزيد، لقد رخَّص الله لك، لو صليتَ في بيتك،
فيقول: إنه كما تقولون، ولكني سمعته ينادي: حي على الفلاح، فمن سمع منكم
ينادي: حي على الفلاح، فليجبْه، ولو زحفًا, ولو حَبوًا.

فأين شبابنا وأقوياؤنا الذين تركوا الصلاة في المساجد، ويصلون في بيوتهم،
وقد رزقهم الله الصحة والعافية؟!

أين الذين إذا بعد المسجد عن بيوتهم قليلاً، تركوا الصلاة فيه، وأصبحوا
يصلون في بيوتهم؟! لا أخالهُم الآن يجدون جوابًا لهذه التساؤلات.

وفي الختام، قيل للربيع بن خُثَيْم: ألا ندعو لك طبيبًا؟ قَالَ:
أَنْظِروني، فتفكَّر، ثم قَالَ: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ
وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} [الفرقان : 38]، قَالَ: فذكر حرصَهم
على الدُّنيا ورغبتهم، فيها، وقال: قد كانت فيهم أطباء، وكان فيهم مَرضَى،
فلا أرى المداوي بقي، ولا أرى المداوى، وأُهلِك النّاعتُ والمنعوت، لا حاجة
لي فيه.

قال محمد بن سعد : توفى فى ولاية عبيد الله بن زياد .
ولما حضر الربيع بكت ابنته فقال : يا بنية ، ما تبكين ؟ قولى : يا بشراى ،
لقى أبى الخير .

فنسأل الله أن يعاملنا بعفوه وكرمه، اللهمَّ اغفر لنا وارحمنا، وعافنا
واعفُ عنا، اللهم توفَّنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، أقول قولي هذا
واستغفر الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elamoudy14.ahlamontada.net
 
افتراضي قصص التابعين (2) عامر بن عبد الله التميمى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» انشري كلمة لا اله الا الله و بئذن الله ستحصل على ثلاثة الاف حسنة
» امرأة تشك في عدل الله ويريها الله كم هو عادل !!!!!!)
» افتراضي لاتقل أنك حـزيـن ... سأثـبـت لك سـعـادتـك
» افتراضي لحظة اعدام خائن فلسطيني
» افتراضي همسات لأهل المحن والبلاء !!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ارض الخير :: الاراضى العامه :: ارض الاسلاميات-
انتقل الى: